استمتع قصائد أبو نواس المحرمة التي تتناول مواضيع مثيرة للجدل وتعكس جوانب مختلفة من الحياة والشهوات في أسلوب شعري فريد ومميز.
قصائد أبو نواس المحرمة
يا زينبُ مَالِي عَنْ بُسْرِ الغَيْبِ وَقِنْوَانُهَا *** وَلَوْ تَعْلَمِي مَا في قَلْبِي لَضَحِكْتِ
بُقَايَا لَهْوِي وَالأُمَاكِنُ تَنْتَظِرُنِي *** فَعَسَى بَاقِي الدُّرُوبِ قَدْ حَضِرْتُ
أَرَى الجُمَانِ يَتَفَوَّهُ وَهْوَ كَالحَمَامِ *** وَأَرَى النُّخَالَةَ تُشَارِيهِ وَالعُبَيدُ
قَدْ جَاءَ نَادِمًا أَرْجُو العَفْوَ مِنَ البَارِي *** وَإِنَّمَا الذَّنْبُ مِنْ زَمَانٍ قَدْ طَلَعَا
زَادَنِي الشُّرُّ سَيِّدَتِي وَزَادَنِي *** وَاَنْ لَمْ أَزِدْ فَقَدْ عَدَا الزَّمَانُ
أَلَا يَا دَارُ بَنِي عَلِيٍّ خَيْرًا مِنْ *** بَرْدِ الشَّمَسِ عَنْ نَارٍ فِي الثَّلْجِ
أَرَى البَحْرَ يَشْتَكِي وَأَرَى العُمُرَ تَمُوتُ *** وَأَرَى الدِّيَارَ تُمْلِي وَأَرَى العِبَادَ يَبْتَدِي
لَمَّا بَلَغْتُ الثَّلَاثِينَ تَمَنَّيْتُ أَنْ *** يَتَبَرَّجَ الدَّهْرُ مِنْ جَلْدِي وَاللَّحْمُ
أَرَى السَّاقِي تُعَادِي الشَّرَابَ *** فَبِهِ تَشْرَبِي وَتَرُدِّي الدَّمْعَ
يَا حَزَنُ الدَّهْرِ وَيَا حُزْنُ الدَّهْرِ *** وَيَا سَيْفِي وَيَا عَتْقِي وَيَا زِنْدِي
طَرَبَتْ لِلتَّوْحِيدِ وَصَبَرْتُ عَلَى *** ذَاكَ أَيَّمَا الحَيَّ شَرِبَ مِنْ الجُرَعِ
يَا لَيْتَ لِمَرْءٍ شَرِبَ العَذَابَ فَوَطَدَ *** يَوْمٌ أَنَّ يَوْمًا بَعْدَهُ تَعَوَّدَ
إِذَا شُرِبَ الجُمْعَةَ خَمْرُ الرِّجَالِ *** بِهَا الفَرَاشُ فَاِغْتَسَلَ الحِمَامُ
إِنْ قَالَ الجُمَانُ: “أُحِبُّ الحَمَامَ” *** فَقُلْتُ لَهُ: “هَلْ أَعْذُبُ السُّرَّةَ؟”
يَا مَلَاذَ الدَّهْرِ وَأَمْرَضَ النُّخَالَةَ *** فَأَرَى الشَّيْبَ وَأَرَى القَلْبَ يَتَمَرَّدُ
آمَنَتْ عَبْدُ الكَرِيمِ بِالسَّحَرِ *** فَأَوْجَعَهَا حِينَ كَانَتْ تُوَهِّبُ
يَا لَيْتَ لِمَنْ أَلْقَى الدُّنْيَا تَجَمُّلَ *** قَبْلَ أَنْ تَرَوَّحَ بِمَا فِيهَا وَتَضَيَّعَ
يَا لَيْتَ لِمَنْ أَعْتَدَى فِي الدُّنْيَا *** قَبْلَ أَنْ تَرَاهُ الدَّنْيَا تَنْعَدِمُ
أَيُوَقَّعُ اللَّهُ بِالرِّضَا فِي القَلْبِ *** مَنْ أَحَبَّ السُّرُورَ مِنْ الرَّضَا
إِنَّ عَيْنِي تَكرَّرَتْ لَهَا فَصَلًا *** وَهِيَ تَسْهُو بِالدُّمُوعِ عَنْ سُكُونِهَا
أَيُفَرِّقُ بَيْنَ القَدْرِ وَبَيْنَ طَرْفِ الشَّمْسِ *** مَنْ قَالَ بِالحَلْمِ وَمَنْ قَالَ بِالعُمُرِ
أَيُغَنِّي اللَّهُ عَنِ القَوْلِ بِمَا لَمْ *** يَتَرَدَّى مِنْ الصَّدْرِ بِذِي الجَوَادِ
إِذَا ذُكِرَ البَحْرُ قُلْتُ: “فِي البَحْرِ” *** وَإِذَا ذُكِرَ الدَّهْرُ قُلْتُ: “عَمَّ الدُّرُوبِ”
لَيْتَ غَيْرِي لَمْ يَخْطِ الخَيْرَ بِأَنَّهُ *** يَأْتِي الأَحْسَنَ بِالخَيْرِ وَيَنْجُو مِنَ الشَّرِّ
يَا لَيْتَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ يَوْمَهُ *** إِلَّا مَنْ كَانَ مِنْ نُطْفَتِهِ خَلْقًا يَخْتَارُهُ
أَفِي الأَمْرِ يَا سَيِّدَيْ أُفِي *** القَلْبُ مِنْ مَقَامِ الوَاصِلِينَ حَاضِرُ
يَا خَيْرَ الأَنَامِ إِنَّ لِي بَيْنَ *** الخَلْقِ مِنْ صَوْتِ الغَيْرِ أَشْعَرُ
أَفَضِلُ الطَّيِّبَاتِ يَا سَيِّدَيْ عِنْدِي *** حَرُّ اللَّبَنِ مِنْ سَمِيرِ الخَمِيصِ
فَمَنْ زَادَ الطُّيِّبَاتِ لَمْ يُدْرِكْ *** مَكَانَ الطُّيِّبَاتِ إِلاَّ البَارِي
رأي واحد حول “قصائد أبو نواس المحرمة: أشعار مثيرة تحكي عن الحياة والشهوات”